حجة الوداع:
كان الرسول قد اعتمر في حياته أربع عمرات 3 في ذي القعدة (عمرة
الحديبية)+(عمرة العام المقبل )+(عمره جحرانه)، والأخيرة كانت مع حجته،
ولقد حدث أن صلى الرسول بالمدينة الظهر والعصر في زي حليفه ثم بلغ الصحابة
أن أتاه من ربه (عمره في حجة) ثم انطلق ولبس أزراره وحصل أن ولدت أسماء بت
عمير محمد بن ابي بكر وقالت للرسول كيف اصنع فقال لها: اغتسي واحرمي
اهلاله فأهل الرسول(ص) بالتوحيد والناس من بعده يهللون وعبد الله بن عمر
يهلل ويقول لبيك وسعديك والخير بيديك والرغباء إليك والعمل ثم قال
الرسول(ص) اتاني جبريل عليه السلام فقال: إن الله يأمر كأن تأمر أصحابك أن
يرفعوا أصواتهم بالتلبية والاهلال.
ثم حدث أن حاضت عائشة رضي الله عنها وحزنت وبكت فقال الرسول(ص) لها اقضي
ما يقضي الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تغتسلين، ثم دخل الرسول (ص) مكة
من كداء بالبطحاء لأربع ليال خلون من ذي الحجة، فأتى باب المسجد الحرام
فأناخ في راحلته ثم دخل المسجد فبدأ بالحجر وبكى عنده ثم أتى عمر وقبل
الحجر وهو يقول اعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع ولكني اتبع الرسول (ص) قال
تعالى (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) وطاف الرسول بالبيت ولا يدع
الركن اليماني والحجر في كل حلوفه ومقام إبراهيم يقول عنده قال تعالى
(واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) ثم خرج إلى الصفات وقرأ قال تعالى (ان
الصفا والمروة من شعائر الله) فاستقبل القبلة فوجد الله وكبره ثم نزل إلى
المروة حتى انصبت قدماه في الوادي وهو يقول لاصحابه اسعوا، ولم يحل رسول
الله من اجل بدنه لانه قلدها وامر الناس ان يجعلوها عمره وان يحلوا إلى
نسائهم وكان سراقة بن مالك يسأل الحامنا هذا أم للأبد؟ فقال له الرسول بل
لأبد الأبد، فمن كان منكم ليس معه هدى فيصل ويجعلها عمره ومن كان معه هدي
فليهل بالحج مع العمرة ثم اذن بلال والرسول في قلبه حمراء من آدم فصلى
الرسول بالهاجره بالبطحاء الظهر ركعتين والعصر ركعتين والعنزه بينه وبين
المارة في الطريق وقدم على ابن ابي طالب وكانت فاطمة لبست ثياباً واكتحلت
فحرش على الرسول عليها ثم قال له الرسول صدقت صدقت، فإن معنى الهدي فلا
تحل، ولولا أن معنى الهدي لأطلت ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشمس وسار من منى
إلى عرفات فكان يهل المهلي ويكبر المكبر حتى أتى الرسول عرفه فوجد القبة
قد ضربت له بنمره فنزل بها وحتى جاء بطن الوادي فخطب بالناس و قال: إن
دماؤكم وأموالكم حرام عليكم كمرمة يومكم هذا في شهركم هذا، في بلدكم هذا
وتحدث عن أخطاء الجاهلية سابقاً وأمرهم أن يتقوا الله في النساء وقالوا له
الصحابة: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت فقال الرسول (ص) اللهم اشهد
ثلاثاء، ثم صلى الظهر وبعدها العصر وقال خير الدعاء دعاء يوم عرفة (لا إله
إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير).
ثم ركب حتى أتى الموقف واستقبل القبلة فرفع يده يدعو ونهى الرسول (ص) عن
صوم يوم عرفة بعرفات، وحدث أن جاء رجل يهودي لعمر في خلافته عن عظم الآية
التالية وانها لو انها نزلت عندهم لاتخذوا من يوم نزولها عيد أو هي قال
تعالى (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكن الإسلام
ديناً) فنزلت في يوم عرفه في الجمعة، ثم بعد ذلك ركب الرسول (ص) حتى اتى
المزدلفة فنزل فتوضأ فصلى المغرب ثم أقيمت النساء فصلى ثم اضطجع حتى اتى
الفجر ثم استأذنت سودة بنت زمعه أن تدفع قبل الرسول (ص) وقبل زحمة الناس
وكانت امرأة ضخمة وسمينة فأذن لها الرسول ثم صلى الرسول الفجر، وقال قائل
لم يطلع الفجر وقال له الرسول صلاة الفجر هذه الساعة وجاء عروة بن مضرس
الطلاني للرسول وقال جئت يا رسول الله مر جبل حلي واتعبت نفسي فهل لي من
حج فقاله الرسول من شهد معنا هذه الصلاة واتى بعرفات ليلاً أو نهاراً اتم
حجة وقضى .
ولقد رجع الرسول من المزدلفة كان معه الفضل بن عباس (وهو حسن الوجه ووسيم)
فجاءته جارية شابة فقالت ابي شيخ كير وقد ادركته فريضة الله فيجزى ان احج
عنه، فقال حجي عن ابيك فقال له العباس يا رسول الله لو لويت عنق ابن عمك
(يقصد الفضل) فقال الرسول رأيت شاباً فلم آمن الشيطان عليهما، ثم لقد عبد
الله حصيان من عصى الحذف واعطاها الرسول وقال الرسول اياكم والغلو في
الدين فإنما هلك من قبلكم بالغلو في الدين.
واما عن رمي الجمرات فلم يزل الرسول يلبى حتى اتى عند الحجرة التي عند
الشجرة، وخلف الفضل بن عباس ومعه بلال واسامة حتى رمى رسول الله جمرة
العقبة من بطن الوادي مسبح حصياه ويكبر مع كل حصاه ويقول لا يقتل بعضكم
بعضا وان رميتم الجمرة فارموها بمثل حصى الحذف ثم خطب الرسول (ص) يوم
النحر يمنى على ناقت واضغار رحليه عن النحر ويقول اعبدوا ربكم وصلوا خمسكم
وصوموا شهركم واطيعوا اذا امركم تدخلوا جنة ربكم، فنصر بعدها الرسول ثلاثا
وستين سنة،واكل الصحابة منها، ثم حلق من اصحابه وقصر بعضهم ولقد دعى
الرسول لرحمة المطقين ثلاثاً والمقصرين عمره، وفي يوم النحر، ظهرت عائشة
فأمرها الرسول (ص) فأفاضت: ثم رجع الرسول (ص) إلى منى وخطب الناس بمنى:
لينزل المهاجرون هنا واشار ليمين القبلة والانصار ههنا وأشار ليسار
القبلة، وقال (ص)، السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم (ذو القعدة+ذو
الحجة+محرم) ورحب شهر مضر الذي بيت حجاري وشعبان فسألوه أي شهر هذا فقال
لهم يوم النحر( فإن دماؤكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم وأيضاً وصاهم (
لا تشركوا بالله) ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق، ولا تسرقوا
ولا تزنوا، الجارية قوادة،والمنصة مردودة، الدين مقضي، والرحيم غارم.
ويقول الا ليبلغ الشاهد الغائب، اللهم بلغت اللهم فاشهد. وودع رسول الله
الناس، وقد قال هذا يوم الحج الأكبر فقالوا، هذه حجة الوداع، واستأذن
العباس بن عبد المطلب أن يبيت بمكة ليالي من أجل شفايته فأذن له الرسول،
ثم قالت عائشة: يا رسول الله يرجع الناس بحجة وعبرة وأرجع بحجة فأمر عبد
الرحمن بن أبي بكر فأردفها في جملة، ثم طاف النبي (ص) طواف الوداع حول
الكعبة على بعيره ويستلم الركن بعصا معوجة الرأس، وأخذ يصلي إلى جنب البيت
وهو يقرأ قال تعالى والطور وكتاب مسطور) وبعدها قفل رسول الله من حجه وكان
يذكر الله ويحمده على ما أعطاه وقال ولما بلغ الرسول غر يرخم قال من كنت
مولاه فإن عليا مولاه، اللهم وال من والاة وعاد من عاداه، أما فيما يخص
مرضه (ص) ووفاته فبعد قدومه من حج بيت الله الحرام كانت آخر أيامه قال
تعالى (وانك ميت وانهم ميتون، ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون) وقال
تعالى (كل نفس زائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون) وكان
النبي (ص)، يعتكف في كل رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قبضت روحه
فيه اعتكف عشرين يوماً وكان جبريل يعارضه بالقرآن كل عام مرة وفي عام موته
عارضه مرتين ولما نزلت الآية (اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي
ورضيت لكم الإسلام ديناً) بكى عمر فسأله الرسول ما يبكيك قال ابكاني أن
كنا في زيادة من ديننا فأما أن أكمل فإنه لم يكمل شئ الا نقص، ولقد كان
الرسول(ص) يعرض لأصحابه بدنو أجله المحتم واخذ ابو بكر يبكي والرسول يقول
له لا تبكي إن آمن الناس على في ماله وصحبته ابو بكر ولو كنت متخذ خليلاً
لاتخت أبو بكر ولقد حدث أن جاء الرسول للنبي (ص) إن ربك يأمرك أن تأتي أهل
البقيع فتستغفر لهم ولقد لحقته عائشة، لكي تعرف ما يحصل فقال لها الرسول
قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقديم
منا والمستأجرين، وإن إن شاء الله بكم للاحقون، ولقد اشتد المرض على رسول
الله (ص) قال: إنى قد اشتكيت واني لا استطيع أن ادور بينكم فإذنلي فلأكن
عند عائشه أو صفيه وبعد دخوله بيت عائشته، صريعوا على من سبع قرب لم تحلل
أو كيتهم لعلي أعهد إلى الناس وقال عبد الله بن مسعود دخلت على النبي (ص)،
وهو يوعك فمسته بيدي، فقلت إنك لتوعك وعكاً شديداً فقال النبي (ص): نعم ما
من مسلم يصيبه أذى مرض فما سواه الا حط الله سبنانه كما تحط الشجرة
أوراقها وكان يقول في مرض يا عائشة ما أزال آجر ألم الطعام الذي أكلت
بخيبر فهذا أو إن وجدت انقطاع ابهري من ذلك السم وطفقت عائشة تنفث على
نفسه بالمعودات التي كان ينفثها (سابقاً) وتمسح بيد النبي عنه، وحصل أن
بعث اسامة بن زيد ومعه بعثاً فطعن الناس في إمارته فقال لهم الرسول: فقد
كنت تطعنون في إمارة أبيه من قبل وايم الله ان كان خليقاً للإمارة وإن كان
لمن أحب الناس إلي وإن هذا لمن أحب الناس إلي من بعده.
فخرج النبي (ص) إلى الناس وعليه ملحفه فتطعفا بها على منكبيه وعليه عصابة
دسماء فقال أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشي وعيبتي (موضع سري) فليقبل من
محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم وصل بهم الرسول بعد ذلك ويقول عبد الله بن عباس
يوم الخميس وما يوم الخميس، اشتد برسول الله (ص) وحجة فقال ائتوني اكتب
لكم كتاباً لن تضلوا بعده، فاختلف اهل البيت ولم يكتب الرسول الكتاب
لاختلافهم ولفظهم، ولقد أوصى (ص) الناس بثلاث (أخرجوا المشركين من جزيرة
العرب) وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم وسكت عن الثالثة، ولما نزل
بالنبي مرضه الذي لم يقم منه وهو يقول لعنه الله على اليهود اتخذوا قبول
أنبيائهم مساجد، وقد خشى الرسول أن يتخذ قبره مسجداً وقبل موته (ص) بثلاثة
أيام يقول لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل، واجتمعت نساء
الرسول (ص) عنده فجاءت فاطمة فقال لها الرسول مرحباً يا بنتي ثم أنه أسر
إليها حديثاً فبكت بكاء شديداً ثم ضحكت فسألة عائشة فاطمة أن تخبرها ورفضت
فاطمة في البداية ثم قالت أنه كان حدثني أن جبريل كان يعارضه بالقرآن مرة
كل عام وانه عارضه بعد في العام مرتين ولا اراني قد احضر اجلي وانك اول
اهلي لحوقابي ونعم السلف انا لله فبكيت بكائي الذي رأيت، فلما رأى جزعي
سارني ثانية فقال الا ترضي أن تكوني سيرة نساء المؤمنين ضحكت فقال لأزواجه
ضحكوا لي الماء ففعلت فاغتسل ثم ذهب لينوء فاغشى عليه والناس ينتظرونه
لصلاة العشاء وأمر أبو بكر بالصلاة حيث قال الرسول للناس مروا أبا بكر
فليصل بالناس وكان الرسول مصرا على ذلك فصلى بالناس أبو بكر ثم وجد الرسول
نفسه خفه فقال اجلساني جنب أبو بكر وعن عاقه وصية الرسول (ص) أن الرسول
حيث حضره الموت وصلى بالصلاة وما ملكت أيمانكم ولقد توفى الرسول في بيت
عائشة ويومها وبين سحرها وغرضها رأت أخوها يسوك بمسواك فجلبته للرسول
بعدما لينته فاشت به وبين يديه ركوة ماء وهو واضع يديه في الماء يقول لا
إله إلا الله إن الموت سكرات فلما اشتى وحضره القبض غشى عليه ونساؤه تعذوا
اذا مرض وقال في الرفيق الأعلى ثلاث مرات ولما فاضت روح النبي لم يعرف ذلك
عمر ويقول أن رسول الله لا يموت حتى يفنى المنافقين واقبل ابو بكر وقال
(انا لله وإنا إليه راجعون) مات رسول الله فقبل جبهته وقال وانبياه
واصفياه واخليلاه وقال قال تعالى ( إنك غيث وانهم ميتون ثم إنكم يوم
القيامة عند ربكم تختصمون) وسمعها الناس وقالت فاطمة يا أبتاه ربا دعاه في
جنة الفردوس مأواه إلى جبريل وننعاه ولقد بايع الناس باقناع من عمر بن
الخطاب ابو بكر وأم الناس ولم يتقدمه أحد وقد غسلوا النبي وعليه ثيابه
لأنه ناد فناد مجهول بذلك وكففوه في 3 أثواب وأمرهم أبو بكر بدفنه في موضع
فراشه وصلوا عليه ولم يؤمهم أحد ولقد توفى الرسول يوم الاثنين ودفن يوم
الأربعاء وهو ابن ثلاث وستين ولم يظهر به الشيب وليس له أي تركة الا بغلته
البيضاء وقالت به أم ايظن أن الوحي قد انقطع من السماء وبكت بكاء شديد.
الرئيسية 
البوابة 
موضوع: حجة الوداع 
الخميس نوفمبر 05, 2009 5:49 am
